الإمام العسكري (عليه السلام ).. دروس وعبر
الرجاء قراءة سورة {ق} وإهداء ثوابها للإمام العسكري بمناسبة وفاته [size=24]
حياة الإمام الحسن العسكري (ع) مليئة كغيره من أئمة أهل البيت (ع) بالدروس والعبر، بالرغم من شح المصادر التي تتحدث عن الأئمة (ع) منذ إمامة الإمام محمد الجواد (ع). واتصفت حياة الإمام العسكري بالغموض على وجه الخصوص، فقد عاش (ع) -بسبب الظروف السياسية المتأزمة آنذاك- بصورة يملؤها التكتم والسرية،
الدفاع عن القرآن الكريم
كان الإمام العسكري مدافعاً بقوة عن مكانة القرآن الكريم، حتى نُسِبَ إليه تفسير في القرآن الكريم. ويروى عنه (ع): "إنّ القرآن يأتي يومَ القيامة بالرّجل الشّاحبِ يقولُ لربّه: يا ربّ، هذا أظمأتُنهارَه، وأسهرتُ ليلَه، وقوّيت في رحمتك طمعه، وفسحتُ في رحمتك أمله، فكن عند ظنّيفيك وظنّه. يقول الله تعالى: اُعطوه المُلكَ بيمينه والخُلد بِشماله، واقرِنوهبأزواجه من الحور العين، واكسُوا والديه حلّة لا تقوم لها الدّنيا بما فيها، فينظرإليهما الخلائق فيعظّمونهما، وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منهما، فيقولان: ياربّنا، أنّى لنا هذه ولَم تَبلُغْها أعمالُنا ؟! فيقول الله عزّ وجلّ: ومع هذا تاجالكرامة، لم يَرَ مثلَه الرّاؤون ولم يسمع بمثله السّامعون، ولا يتفكَّر في مثلهالمتفكّرون، فيقال: هذا بتعليمكما ولدَكُما القرآن، وبتبصيركما إيّاه بدين الإسلام،وبرياضتكما إيّاه على حُبّ محمّد رسول الله وعليّ وليّ الله صلوات الله عليهما،وتفقيهكما إيّاه بفقههما".
.
الإمام العسكري (ع) وعاشوراء
وهو كغيره من أئمة أهل البيت (ع)، يحيون ذكرى عاشوراء، ويذكرون الناس بالإمام الحسين (ع) وفضل البكاء عليه، وعقاب من رضى بما فعله بنو أمية بالإمام الحسين وأصحابه (ع)، فيقول: "ألا وإنّ الراضيين بقتل الحسين (ع) شركاء قتله، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله، وإنّ الله ليأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزّان في الجنان، فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها، ويلقونها في الهاوية، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها، تشدّد على المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم".
الناس على طبقات
وإذ تختلف الناس في طرقها ومناهجها الدينية، فإن الإمام العسكري (ع) يبين أنه إلى جانب جبهة التمسك بالحق؛ هناك من ضاع في فلك هذه الحياة، فلا يعلم من أين يأخذ الحق، فابتعد عن مصدره المتمثل في أهل البيت (ع)، لأنه اختار الحق من غير بابه، وأراد النجاة من غير سفينة النجاة، ونسي أن أهل البيت (ع) كما يقول عنهم الإمام العسكري (ع) نفسه: "الفقير معنا خير من الغني مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا، ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلى ومن انحرف عنا فإلى النار". وهناك طبقة من الناس لا يهمهم إلا الرد على أهل الحق، وكيل الاتهامات لهم، وتشويه صورتهم، ومحاولة تسقيطهم بدافع الحسد أو المصالح الذاتية..
إنه (ع) يقول: "إنما خاطب الله العاقل. والناس على طبقات: المستبصر على سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع الأصل، غير شاك ولا مرتاب، لا يجد عني ملجأ. وطبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه. وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد على أهل الحق ودفع بالباطل حسداً من عند أنفسهم. فدع من ذهب يميناً وشمالاً، فإن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي".
كيف تنتصر على عدوك؟
والانتصار على العدو في نظر الإمام (ع) ليس بالسلاح أو سوء الخلق، بل يكون بالورع والكرم والحلم، حيث يؤدي إلى كثرة الأصدقاء الذين يثنون عليك، فالتقوى وحسن الطباع والسلم واللاعنف كلها سمات تسمو بالإنسان فتحبب الآخرين إليه، وكلما ازداد حب الناس في المجتمع إليك زادت قوتك في وجه أعدائك.. إنه يقول: "من كان الورع سجيته، والكرم طبيعته، والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه"، وورد عنه أيضاً: "من كان الورع سجيّته والأفضال حليته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه، وتحصّن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه".
من وصاياه الجميلة
من جميل وصايا الإمام الحسن العسكري (ع) حيث يوصي شيعته بأن يكونوا قدوات حسنة، مدافعين عن الإسلام وأهل البيت، بإثبات كل حسن لهم ودفع كل قبيح عنهم، ولا ينس المرء بأن في تقواه وورعه واجتهاده لله وصدق حديثه وأدائه للأمانة وكثرته للعبادة وحسنه للجوار علواً للإسلام وتكريماً لأهل البيت (ع).. إنه (ع) يقول: "أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجرٍ، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمدٍ (ص)..
فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدّى الأمانة وحسّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك.
اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنّا كل قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب، اكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص)، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات، احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله، واقرأ عليكم السلام".[/
size]حياة الإمام الحسن العسكري (ع) مليئة كغيره من أئمة أهل البيت (ع) بالدروس والعبر، بالرغم من شح المصادر التي تتحدث عن الأئمة (ع) منذ إمامة الإمام محمد الجواد (ع). واتصفت حياة الإمام العسكري بالغموض على وجه الخصوص، فقد عاش (ع) -بسبب الظروف السياسية المتأزمة آنذاك- بصورة يملؤها التكتم والسرية،
الدفاع عن القرآن الكريم
كان الإمام العسكري مدافعاً بقوة عن مكانة القرآن الكريم، حتى نُسِبَ إليه تفسير في القرآن الكريم. ويروى عنه (ع): "إنّ القرآن يأتي يومَ القيامة بالرّجل الشّاحبِ يقولُ لربّه: يا ربّ، هذا أظمأتُنهارَه، وأسهرتُ ليلَه، وقوّيت في رحمتك طمعه، وفسحتُ في رحمتك أمله، فكن عند ظنّيفيك وظنّه. يقول الله تعالى: اُعطوه المُلكَ بيمينه والخُلد بِشماله، واقرِنوهبأزواجه من الحور العين، واكسُوا والديه حلّة لا تقوم لها الدّنيا بما فيها، فينظرإليهما الخلائق فيعظّمونهما، وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منهما، فيقولان: ياربّنا، أنّى لنا هذه ولَم تَبلُغْها أعمالُنا ؟! فيقول الله عزّ وجلّ: ومع هذا تاجالكرامة، لم يَرَ مثلَه الرّاؤون ولم يسمع بمثله السّامعون، ولا يتفكَّر في مثلهالمتفكّرون، فيقال: هذا بتعليمكما ولدَكُما القرآن، وبتبصيركما إيّاه بدين الإسلام،وبرياضتكما إيّاه على حُبّ محمّد رسول الله وعليّ وليّ الله صلوات الله عليهما،وتفقيهكما إيّاه بفقههما".
.
الإمام العسكري (ع) وعاشوراء
وهو كغيره من أئمة أهل البيت (ع)، يحيون ذكرى عاشوراء، ويذكرون الناس بالإمام الحسين (ع) وفضل البكاء عليه، وعقاب من رضى بما فعله بنو أمية بالإمام الحسين وأصحابه (ع)، فيقول: "ألا وإنّ الراضيين بقتل الحسين (ع) شركاء قتله، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله، وإنّ الله ليأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزّان في الجنان، فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها، ويلقونها في الهاوية، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها، تشدّد على المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم".
الناس على طبقات
وإذ تختلف الناس في طرقها ومناهجها الدينية، فإن الإمام العسكري (ع) يبين أنه إلى جانب جبهة التمسك بالحق؛ هناك من ضاع في فلك هذه الحياة، فلا يعلم من أين يأخذ الحق، فابتعد عن مصدره المتمثل في أهل البيت (ع)، لأنه اختار الحق من غير بابه، وأراد النجاة من غير سفينة النجاة، ونسي أن أهل البيت (ع) كما يقول عنهم الإمام العسكري (ع) نفسه: "الفقير معنا خير من الغني مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا، ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلى ومن انحرف عنا فإلى النار". وهناك طبقة من الناس لا يهمهم إلا الرد على أهل الحق، وكيل الاتهامات لهم، وتشويه صورتهم، ومحاولة تسقيطهم بدافع الحسد أو المصالح الذاتية..
إنه (ع) يقول: "إنما خاطب الله العاقل. والناس على طبقات: المستبصر على سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع الأصل، غير شاك ولا مرتاب، لا يجد عني ملجأ. وطبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه. وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد على أهل الحق ودفع بالباطل حسداً من عند أنفسهم. فدع من ذهب يميناً وشمالاً، فإن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي".
كيف تنتصر على عدوك؟
والانتصار على العدو في نظر الإمام (ع) ليس بالسلاح أو سوء الخلق، بل يكون بالورع والكرم والحلم، حيث يؤدي إلى كثرة الأصدقاء الذين يثنون عليك، فالتقوى وحسن الطباع والسلم واللاعنف كلها سمات تسمو بالإنسان فتحبب الآخرين إليه، وكلما ازداد حب الناس في المجتمع إليك زادت قوتك في وجه أعدائك.. إنه يقول: "من كان الورع سجيته، والكرم طبيعته، والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه"، وورد عنه أيضاً: "من كان الورع سجيّته والأفضال حليته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه، وتحصّن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه".
من وصاياه الجميلة
من جميل وصايا الإمام الحسن العسكري (ع) حيث يوصي شيعته بأن يكونوا قدوات حسنة، مدافعين عن الإسلام وأهل البيت، بإثبات كل حسن لهم ودفع كل قبيح عنهم، ولا ينس المرء بأن في تقواه وورعه واجتهاده لله وصدق حديثه وأدائه للأمانة وكثرته للعبادة وحسنه للجوار علواً للإسلام وتكريماً لأهل البيت (ع).. إنه (ع) يقول: "أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجرٍ، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمدٍ (ص)..
فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدّى الأمانة وحسّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك.
اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنّا كل قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب، اكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص)، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات، احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله، واقرأ عليكم السلام".[/