روى ابن بابويه بسند معتبر عن الامام محمد الباقر عليه السلام ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة ، عند الوفاة ، وفي القبر ، وفي النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط (1).
وروى عن الحارث الهمداني انّه قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : ما جاء بك ؟ فقلت : حبّي لك يا أمير المؤمنين ، فقال : يا حارث أتحبّني ؟ فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.
قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل (2) لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لرأيتني حيث تحبّ (3).
وروى عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام : يا عليّ ما ثبت حبّك في قلب امرء مؤمن فزلّت به قدمه على الصراط الا ثبتت له قدم حتى يدخله الله عزّ
____________
(1) الخصال : 360 ح49 باب السبعة ـ عنه البحار 27 : 158 ح3 باب 6.
(2) هذا مثل ، وذلك انّ الابل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.
(3) نقلناها عن البحار 27 : 157 ح2 عن أمالي الشيخ الطوسي.
وجلّ بحبك الجنّة (1).
وروي عن الصادق عليه السّلام انّه قال : ... انّ حبّنا ـ أهل البيت ـ ليحطّ الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر (2).
وروي بأسانيد معتبرة عن الرضا عليه السلام انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : معين أهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه ، والدافع عنهم بيده (3).
وروي عنه عليه السلام أيضاً انّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أحبّنا أهل البيت حشره الله آمناً يوم القيامة (4).
وروي في كتاب بصائر الدرجات عن الامام جعفر الصادق عليه السلام انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ لقد مثّلت لي أمتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد ، وانّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال عليّ عليه السلام : يا نبيّ الله زدني فيهم.
قال : نعم يا عليّ تخرج أنت وشيعتك من قبورهم (5) ووجوهكم كالقمر ليلة البدر وقد فُرجت عنكم الشدائد، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس
____________
(1) أمالي الصدوق : 467 ح28 مجلس 85 ـ عنه البحار 27 : 77 ح8 باب 4.
(2) قرب الاسناد : 39 ح126، عنه البحار 27 : 77 ح9 باب 4.
(3) الخصال : 196 ح1 باب الاربعة ـ عنه البحار 27 : 77 ح10 باب 4.
(4) البحار 27 : 79 ح15 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(5) هكذا في المصدر ، وفي البحار : من قبوركم.
في الحساب (1).
وروي بأسانيد معتبرة عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال : قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : من أحبّك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً (2).
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : أوّل ما يسأل عن العبد حبّنا أهل البيت (3).
وروي بسند معتبر عن الامام محمد الباقر عليه السلام انّه قال : والله انّ في السماء لسبعين صنفاً من الملائكة لو اجتمع عليهم أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صنف منهم ما أحصوهم ، وانهم ليدينون بولايتنا (4).
روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة عن ميثم التمار ـ من أصحاب سرّ أمير المؤمنين عليه السلام ـ قال : تمسّينا ليلة عند أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال لنا : ليس من عبدٍ امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودّتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه.
فأصبحنا نفرح بحبّ المؤمن لنا ، ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا برحمة من الله ينتظرها كلّ يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم ، وكأنّ أبواب الرحمة قد فُتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئاً لأصحاب الرحمة رحمتهم ، وتعساً لأهل النار مثواهم.
____________
(1) بصائر الدرجات 2 : 104 ح5 باب 14 ـ عنه البحار 68 : 27 ح50 باب 15 في فضائل الشيعة.
(2) البحار 27 : 79 ح16 باب 4 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(3) البحار 27 : 79 ح18 باب 4 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(4) بصائر الدرجات 2 : 87 ح1 باب 6.
انّ عبداً لن يقصر في حبّنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا ، انّ ذلك لا يجتمع في قلب واحد و( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) (1) يحب بهذا قوماً ويحبّ بالآخر عدوّهم ، والذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب لا غشّ فيه.
نحن النجباء وأفراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحبّ أن يعلم حاله من حبّنا فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حبّ من ألب (2) علينا فليعلم انّ الله عدوّه وجبرئيل وميكائيل ، والله عدوّ للكافرين (3).
وروى عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ألا أحدّثك يا أبا عبدالله بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها أكبّ الله وجهه في النار ؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : الحسنة حبّنا ، والسيئة بغضنا (4).
وروى عن سلمان رحمه الله انّه قال : كنّا جلوساً عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فناوله النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حصاة ، فما استقرّت الحصاة في كفّ عليّ عليه السّلام حتى نطقت ، وهي تقول :
« لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، رضيت بالله ربّاً ، وبمحمّد نبيّاً ، وبعليّ بن أبي طالب ولياً ».
____________
(1) الأحزاب : 4.
(2) أي تجمع وتحشد علينا.
(3) أمالي الطوسي : 148 ح56 المجلس الخامس ـ عنه البحار 27 : 83 ح24 باب 4.
(4) أمالي الطوسي : 493 ح49 المجلس السابع عشر ـ عنه البحار 27 : 85 ح27 باب 4.
--------------------------------------------------------------------------------
( 171 )
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : من أصبح منكم راضياً بالله وبولاية عليّ بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه (1).
وروى ابن بابويه بأسانيد كثيرة عن عليّ بن موسى الرضا ، عن موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن عليّ بن الحسين ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن اللوح ، عن القلم ، قال : يقول الله عزّ وجلّ : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي (2).
وورد في كتب الشيعة والسنة بأسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : قال الله جلّ جلاله : لو اجتمع الناس كلّهم على ولاية عليّ ما خلقت النار (3).
وروي عن أنس انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ الله تبارك وتعالى يبعث اُناساً وجوههم من نور على كراسيّ من نور ، عليهم ثياب من نور ، في ظلّ العرش بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء... قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : فوضع يده على رأس عليّ عليه السلام وقال : هذا وشيعته (4).
وروى الشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه الكرام عليهم السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال لعليّ عليه السلام : إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنار
____________
(1) أمالي الطوسي : 283 ح87 المجلس العاشر ـ عنه البحار 41 : 251 ح9 باب 112.
(2) البحار 39 : 246 ح1 باب 87 عن الأمالي للصدوق وعيون أخبار الرضا عليه السّلام ومعاني الأخبار.
(3) البحار 39 : 247 ح4 باب 87 عن الامالي للصدوق ، وهناك مصادر أخر.
(4) البحار 68 : 8 ح3 باب 15 في فضائل الشيعة عن أمالي الصدوق.
اليّ فأدفعها إليك ، فأقول : احكم (1).
وروى ابن بابويه بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه السلام انّه قال : اذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلايق يقف عليه رجل ، يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره ، فينادي الذي عن يمينه ، يقول : « يا معشر الخلايق هذا عليّ بن أبي طالب صاحب الجنّة يدخل الجنّة من شاء » وينادي الذي عن يساره « يا معشر الخلايق هذا عليّ بن أبي طالب صاحب النّار يدخلها من شاء » (2).
وروى عن عبدالله بن عمر انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور ، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين خليفة محمد رسول الله ؟
فتقول : ها أناذا ؟ قال : فينادي المنادي يا عليّ أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النار ، فأنت قسيم الجنة ، وأنت قسيم النار (3).
وروى عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام انّه قال : قال عليّ عليه السّلام : كنت جالساً عند الكعبة فاذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدّة الكبر ، وفي يده عكّازة وعلى رأسه برنس أحمر ، وعليه مدرعة من الشعر ، فدنا الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم والنبيّ مسند ظهره على الكعبة ، فقال : يا رسول الله اُدع لي بالمغفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : خاب سعيك يا شيخ ، وظلّ عملك.
فلمّا تولّي الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت : لا ، قال : ذلك اللعين
____________
(1) البحار 7 : 338 ح25 باب 17 ، عن أمالي الطوسي : 368 ح35 مجلس 13.
(2) علل الشرائع : 164 ح4 باب 130 ـ عنه البحار 39 : 198 ح10 باب 84.
(3) أمالي الصدوق : 295 ح14 مجلس 57 ـ عنه البحار 39 : 199 ح12 باب 84.
)
ابليس.
قال علي عليه السّلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته الى الأرض ، وجلست على صدره ، ووضعت يدي في حلقه لأخنقه ، فقال لي : لا تفعل يا أبا الحسن فانّي من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، والله يا علي انّي لأحبّك جدّاً ، وما أبغضك أحد الا شركت أباه في أمّه فصار ولد زنا ، فضحكت وخلّيت سبيله (1).
وروى عن سلمان رحمة الله عليه انّه قال : مرّ ابليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه السلام فوقف أمامهم ، فقال القوم : من الذي وقف أمامنا ، فقال : أنا أبو مرّة.
فقالوا : يا أبا مرّة أما تسمع كلامنا ؟ فقال : سوءة لكم تسبون مولاكم عليّ بن أبي طالب ، فقالوا له : من أين علمت انّه مولانا ؟ فقال : من قول نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلّم « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » .
فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته ، فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أحبه ، وما يبغضه أحد الا شاركته في المال والولد.
فقالوا : يا أبا مرّة فتقول في عليّ شيئاً ، فقال لهم : اسمعوا منّي معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين ، عبدت الله عزّ وجلّ في الجان اثنتي عشرة الف سنة ، فلمّا أهلك الله الجان شكوت الى الله عزّ وجلّ الوحدة فعرج بي الى السماء ، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة اُخرى في جملة الملائكة.
فبينا نحن كذلك نسبّح الله عزّ وجلّ ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شعشعاني فخرّت الملائكة لذلك النور سجّداً ، فقالوا : سبوح قدوس ، نور ملك مقرّب أو نبيّ مرسل ،
____________
(1) البحار 27 : 148 ح13 باب 5 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
-
فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل ، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب عليه السلام (1).
وروي عن أبي هريرة انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة ، وخرج الى الصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل ودّه ، وأوسع قراباته وجيرانه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً أزداد صاحبه بلاءً ، فلا تغتبطوا أصحاب الأموال الاّ بمن جاذ بماله في سبيل الله ، ولكن ألا اُخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة ، وأسرع منه كرّة ، وأعظم منه غنيمة ، وما اُعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انظروا الى هذا المقبل اليكم ، فنظرنا فاذا رجل من الأنصار رثّ الهيئة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم الى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قسّم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنّة له ، قالوا : بماذا يا رسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم عمّا صنع في هذا اليوم.
فأقبل عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقالوا : هنيئاً لك ما بشّرك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم انّي صنعت شيئاً غير انّي خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي : لأعتاضنّ منها النظر
____________
(1) أمالي الصدوق : 284 ح6 مجلس 55 ـ عنه البحار 39 : 162 ح1 باب 83.
الى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : « النظر الى وجه عليّ عبادة » .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : أي والله عبادة وأيّ عبادة ، انّك يا عبدالله ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك ، فاعتضت منه النظر الى وجه عليّ ، وأنت له محبّ ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ، ولتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك (1).
وروى عن الحارث الهمداني انّه قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : ما جاء بك ؟ فقلت : حبّي لك يا أمير المؤمنين ، فقال : يا حارث أتحبّني ؟ فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.
قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل (2) لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لرأيتني حيث تحبّ (3).
وروى عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام : يا عليّ ما ثبت حبّك في قلب امرء مؤمن فزلّت به قدمه على الصراط الا ثبتت له قدم حتى يدخله الله عزّ
____________
(1) الخصال : 360 ح49 باب السبعة ـ عنه البحار 27 : 158 ح3 باب 6.
(2) هذا مثل ، وذلك انّ الابل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.
(3) نقلناها عن البحار 27 : 157 ح2 عن أمالي الشيخ الطوسي.
وجلّ بحبك الجنّة (1).
وروي عن الصادق عليه السّلام انّه قال : ... انّ حبّنا ـ أهل البيت ـ ليحطّ الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر (2).
وروي بأسانيد معتبرة عن الرضا عليه السلام انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : معين أهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه ، والدافع عنهم بيده (3).
وروي عنه عليه السلام أيضاً انّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أحبّنا أهل البيت حشره الله آمناً يوم القيامة (4).
وروي في كتاب بصائر الدرجات عن الامام جعفر الصادق عليه السلام انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ لقد مثّلت لي أمتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد ، وانّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال عليّ عليه السلام : يا نبيّ الله زدني فيهم.
قال : نعم يا عليّ تخرج أنت وشيعتك من قبورهم (5) ووجوهكم كالقمر ليلة البدر وقد فُرجت عنكم الشدائد، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس
____________
(1) أمالي الصدوق : 467 ح28 مجلس 85 ـ عنه البحار 27 : 77 ح8 باب 4.
(2) قرب الاسناد : 39 ح126، عنه البحار 27 : 77 ح9 باب 4.
(3) الخصال : 196 ح1 باب الاربعة ـ عنه البحار 27 : 77 ح10 باب 4.
(4) البحار 27 : 79 ح15 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(5) هكذا في المصدر ، وفي البحار : من قبوركم.
في الحساب (1).
وروي بأسانيد معتبرة عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال : قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : من أحبّك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً (2).
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : أوّل ما يسأل عن العبد حبّنا أهل البيت (3).
وروي بسند معتبر عن الامام محمد الباقر عليه السلام انّه قال : والله انّ في السماء لسبعين صنفاً من الملائكة لو اجتمع عليهم أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صنف منهم ما أحصوهم ، وانهم ليدينون بولايتنا (4).
روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة عن ميثم التمار ـ من أصحاب سرّ أمير المؤمنين عليه السلام ـ قال : تمسّينا ليلة عند أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال لنا : ليس من عبدٍ امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودّتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه.
فأصبحنا نفرح بحبّ المؤمن لنا ، ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا برحمة من الله ينتظرها كلّ يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم ، وكأنّ أبواب الرحمة قد فُتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئاً لأصحاب الرحمة رحمتهم ، وتعساً لأهل النار مثواهم.
____________
(1) بصائر الدرجات 2 : 104 ح5 باب 14 ـ عنه البحار 68 : 27 ح50 باب 15 في فضائل الشيعة.
(2) البحار 27 : 79 ح16 باب 4 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(3) البحار 27 : 79 ح18 باب 4 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
(4) بصائر الدرجات 2 : 87 ح1 باب 6.
انّ عبداً لن يقصر في حبّنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا ، انّ ذلك لا يجتمع في قلب واحد و( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) (1) يحب بهذا قوماً ويحبّ بالآخر عدوّهم ، والذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب لا غشّ فيه.
نحن النجباء وأفراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحبّ أن يعلم حاله من حبّنا فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حبّ من ألب (2) علينا فليعلم انّ الله عدوّه وجبرئيل وميكائيل ، والله عدوّ للكافرين (3).
وروى عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ألا أحدّثك يا أبا عبدالله بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها أكبّ الله وجهه في النار ؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : الحسنة حبّنا ، والسيئة بغضنا (4).
وروى عن سلمان رحمه الله انّه قال : كنّا جلوساً عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فناوله النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حصاة ، فما استقرّت الحصاة في كفّ عليّ عليه السّلام حتى نطقت ، وهي تقول :
« لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، رضيت بالله ربّاً ، وبمحمّد نبيّاً ، وبعليّ بن أبي طالب ولياً ».
____________
(1) الأحزاب : 4.
(2) أي تجمع وتحشد علينا.
(3) أمالي الطوسي : 148 ح56 المجلس الخامس ـ عنه البحار 27 : 83 ح24 باب 4.
(4) أمالي الطوسي : 493 ح49 المجلس السابع عشر ـ عنه البحار 27 : 85 ح27 باب 4.
--------------------------------------------------------------------------------
( 171 )
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : من أصبح منكم راضياً بالله وبولاية عليّ بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه (1).
وروى ابن بابويه بأسانيد كثيرة عن عليّ بن موسى الرضا ، عن موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن عليّ بن الحسين ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن اللوح ، عن القلم ، قال : يقول الله عزّ وجلّ : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي (2).
وورد في كتب الشيعة والسنة بأسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : قال الله جلّ جلاله : لو اجتمع الناس كلّهم على ولاية عليّ ما خلقت النار (3).
وروي عن أنس انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ الله تبارك وتعالى يبعث اُناساً وجوههم من نور على كراسيّ من نور ، عليهم ثياب من نور ، في ظلّ العرش بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء... قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : فوضع يده على رأس عليّ عليه السلام وقال : هذا وشيعته (4).
وروى الشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه الكرام عليهم السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال لعليّ عليه السلام : إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنار
____________
(1) أمالي الطوسي : 283 ح87 المجلس العاشر ـ عنه البحار 41 : 251 ح9 باب 112.
(2) البحار 39 : 246 ح1 باب 87 عن الأمالي للصدوق وعيون أخبار الرضا عليه السّلام ومعاني الأخبار.
(3) البحار 39 : 247 ح4 باب 87 عن الامالي للصدوق ، وهناك مصادر أخر.
(4) البحار 68 : 8 ح3 باب 15 في فضائل الشيعة عن أمالي الصدوق.
اليّ فأدفعها إليك ، فأقول : احكم (1).
وروى ابن بابويه بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه السلام انّه قال : اذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلايق يقف عليه رجل ، يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره ، فينادي الذي عن يمينه ، يقول : « يا معشر الخلايق هذا عليّ بن أبي طالب صاحب الجنّة يدخل الجنّة من شاء » وينادي الذي عن يساره « يا معشر الخلايق هذا عليّ بن أبي طالب صاحب النّار يدخلها من شاء » (2).
وروى عن عبدالله بن عمر انّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور ، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين خليفة محمد رسول الله ؟
فتقول : ها أناذا ؟ قال : فينادي المنادي يا عليّ أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النار ، فأنت قسيم الجنة ، وأنت قسيم النار (3).
وروى عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام انّه قال : قال عليّ عليه السّلام : كنت جالساً عند الكعبة فاذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدّة الكبر ، وفي يده عكّازة وعلى رأسه برنس أحمر ، وعليه مدرعة من الشعر ، فدنا الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم والنبيّ مسند ظهره على الكعبة ، فقال : يا رسول الله اُدع لي بالمغفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : خاب سعيك يا شيخ ، وظلّ عملك.
فلمّا تولّي الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت : لا ، قال : ذلك اللعين
____________
(1) البحار 7 : 338 ح25 باب 17 ، عن أمالي الطوسي : 368 ح35 مجلس 13.
(2) علل الشرائع : 164 ح4 باب 130 ـ عنه البحار 39 : 198 ح10 باب 84.
(3) أمالي الصدوق : 295 ح14 مجلس 57 ـ عنه البحار 39 : 199 ح12 باب 84.
)
ابليس.
قال علي عليه السّلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته الى الأرض ، وجلست على صدره ، ووضعت يدي في حلقه لأخنقه ، فقال لي : لا تفعل يا أبا الحسن فانّي من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، والله يا علي انّي لأحبّك جدّاً ، وما أبغضك أحد الا شركت أباه في أمّه فصار ولد زنا ، فضحكت وخلّيت سبيله (1).
وروى عن سلمان رحمة الله عليه انّه قال : مرّ ابليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه السلام فوقف أمامهم ، فقال القوم : من الذي وقف أمامنا ، فقال : أنا أبو مرّة.
فقالوا : يا أبا مرّة أما تسمع كلامنا ؟ فقال : سوءة لكم تسبون مولاكم عليّ بن أبي طالب ، فقالوا له : من أين علمت انّه مولانا ؟ فقال : من قول نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلّم « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » .
فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته ، فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أحبه ، وما يبغضه أحد الا شاركته في المال والولد.
فقالوا : يا أبا مرّة فتقول في عليّ شيئاً ، فقال لهم : اسمعوا منّي معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين ، عبدت الله عزّ وجلّ في الجان اثنتي عشرة الف سنة ، فلمّا أهلك الله الجان شكوت الى الله عزّ وجلّ الوحدة فعرج بي الى السماء ، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة اُخرى في جملة الملائكة.
فبينا نحن كذلك نسبّح الله عزّ وجلّ ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شعشعاني فخرّت الملائكة لذلك النور سجّداً ، فقالوا : سبوح قدوس ، نور ملك مقرّب أو نبيّ مرسل ،
____________
(1) البحار 27 : 148 ح13 باب 5 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام.
-
فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل ، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب عليه السلام (1).
وروي عن أبي هريرة انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة ، وخرج الى الصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل ودّه ، وأوسع قراباته وجيرانه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً أزداد صاحبه بلاءً ، فلا تغتبطوا أصحاب الأموال الاّ بمن جاذ بماله في سبيل الله ، ولكن ألا اُخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة ، وأسرع منه كرّة ، وأعظم منه غنيمة ، وما اُعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انظروا الى هذا المقبل اليكم ، فنظرنا فاذا رجل من الأنصار رثّ الهيئة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : انّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم الى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قسّم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنّة له ، قالوا : بماذا يا رسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم عمّا صنع في هذا اليوم.
فأقبل عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقالوا : هنيئاً لك ما بشّرك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم انّي صنعت شيئاً غير انّي خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي : لأعتاضنّ منها النظر
____________
(1) أمالي الصدوق : 284 ح6 مجلس 55 ـ عنه البحار 39 : 162 ح1 باب 83.
الى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : « النظر الى وجه عليّ عبادة » .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : أي والله عبادة وأيّ عبادة ، انّك يا عبدالله ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك ، فاعتضت منه النظر الى وجه عليّ ، وأنت له محبّ ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ، ولتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك (1).