بــسم الله الرحمن الرحيم
إن جدنا الحاج مطير بن بريجع قد كان له عقب هما الملا جابر و جيناوي حيث كان الملا جابر ذو فكر و ثقافة واسعة في ذلك الوقت و صاحب شأن إجتماعي ووعي بشؤون المجتمعات الزراعية في حينها بينما إتجه اخوه جيناوي الى ميدان الدين وكان يميل الى الفقه الديني ومحاولة التثقيف على ضوء الدين و يقال أنه كان شيخاً معتماً (جيناوي) و عقب جيناوي هما راجح و عبدالله ,, وقد أغتيل الملا جابر من قبل حراسه (النواطير) و يقال ان لشيوخ آلبومحمد ضلع في إغتياله وتهريب أولئك النواطير وقد أصيب ولده الملا عبدالحسن عندما كان صغيراً بشظايا حيث كان يرقد الى جانبه في فجر يوم إغتياله ,, وهنالك تأويلات بشأن أسباب الاغتيال اذ ربما تكون إقتصادية أو لها صلة بالوجاهة لعلوا كعبه بين العشائر في منطقة جنوب ميسان و خاصة مقاطعة قلعة صالح حينها , وقد امتلك الملا جابر مساحات من الارض الزراعية واسعة نافس فيها كثير من إقطاعيي المنطقة وقتها و بالأخص شيوخ آلبومحمد ,, وكان عقب الملا جابر هما كل من الملا عبدالحسن و عباس , و الملا عبدالحسن شخصية بارزة يمتاز بالفطنة و الذكاء وسرعة البديهية ساعده على ذلك قوام فارع وكانت له شعبية بين أبناء قلعة صالح من أهل المدينة و كذلك الطبقة الفلاحية لميله الى خط العدالة في التعامل معهم وإنصافهم أمام الضغوط التي كان الإقطاعيون يمارسونها عليهم وكانت له علاقات قوية بالعاصمة بغداد ووجهائها ونواب برلمانها ووزرائها وكذلك تجار البصرة وبغداد وكان للملا عبدالحسن موقف قومي لا ينسى عند مشاركته بإمداد ثوار فلسطين بالأسلحة المناسبة على قدر الحال في ذلك الوقت مشاركة منه في مواجهة العصابات الصهيونية وقد تبنى الكبارة في عشيرة آلبوحية المتواجدين حينها في قرية النخلات مع تعاونه وتنسيقه مع وكلاء ثلاثة كانوا يمثلونه في تلك القرية يعودون إليه في الصغيرة و الكبيرة وبقي هذا الأمر مستمراً حتى بعد وفاته عام 1956 وقد تولى من بعده ولده الملا جاسم ذلك المنصب وأجاد فيه لإمتلاكه نفس العقلية والكفاءة والعلاقات مع فطنة سياسية وقدرة على تحليل الاوضاع والتبصر في الواقع الإجتماعي مع واقعية مفرطة حتى وفاته في عام 1971 في حادثة سيارة شمال القرنة وللملا عبد الحسن ولد ثاني هو عبدالحسين الذي طعم مفاهيم العشيرة وقيمها بالحياة المدنية التي عاشها كموظف حكومي مرموق منذ خمسينات القرن الماضي حتى وفاته –رحمه الله- عام 1976 وقد امتاز بالطيبة و الإحسان للفقراء والمعوزين ومتابعة شؤون العشيرة من موقعه في المدن التي كان ينتقل خلالها كموظف حكومي ويضطر أحيانا الى التوجه الى قرية النخلات حين تتطلب الضرورة حضوره هناك .وكان عقب عبدالحسين –رحمه الله- كل من علي و الشهيد عقيل و عبدالمطلب و محمد و مصطفى و هاشم و مناف ,, و بعد وفاة عبدالحسين في 76 كان يفترض بعلي ان يقوم مقام أبيه بإدارة شؤون آل بوحية وعلي رجل صاحب ثقافة واسعة و مناضل سياسي وقف بوجه الديكتاتورية منذ عام 68 وحتى اضطراره للهجرة الى بريطانيا بعيد وفاة أبيه بثلاثة أشهر نظراً لتعرضه لضغوطات كبيرة من قبل النظام البعثي (تعرض كل من علي و عقيل و عبدالمطلب الى التعذيب بسجون نظام البكر بسبعينيات القرن الماضي وصلت حد تعذيبهم في دوائر امن النظام وإرسال علي وعقيل الى الأمن العامة للتحقيق معهم بسبب إنتسابهم لأحد الاحزاب القومية المعارضة لنظام البكر و صدام) وكان لهجرة علي السبب في فراغ مُلىء من قبل عبدالمطلب الذي لعب دوراً كبيراً بتحمل عبىء شؤون الحمولة في وقت صعب وظروف إجتماعية قاهرة خاصة في ثمانينات القرن الماضي في فترة الحرب العراقية-الإيرانية التي اضطرت أبناء آل بوحية الى تلقي مآسي تلك الفترة وحتى التهجير بفترات معينة بسبب القصف المدفعي والتغلغل البري لبعض القطعات الإيرانية و إخلاء المنطقة التي كان يقطنون بها من البشر لتحولها الى ميدان عمليات عسكرية مما تطلب من عبدالمطلب بذل جهود فوق طاقته لتوحيد الحمولة ولم شملها بعد ظهور مراكز قوى عديدة أستثمرت ضعف حالته المادية و عدم قدرته على التنقل بأماكن متعددة بسبب عوزه وصعود قيم الجاه الإقتصادي بدلاً من الجاه المعنوي في حقبة البعث وتدخل النظام حتى في التفاصيل العشائرية ودعمه لأناس معينين في كل حمولة وقتها مما ساهم في تفكيك عشيرة آل بوحية وبحثها عن البدائل وعن الوحدة التي بلغت الأن مرحلة الحسم في تحديد الانتماء و الولاء الذي يتطلب جهود مكئفة ومما يشار له بهذا الشأن ان الشهيد عقيل رحمه الله الذي كان يميل الى العمل الأكاديمي العشائري نظراً لنفاذ بصره في ميدان الانساب وهدوءه الذي كان يجعله يتجنب الكثير من الصراعات الدائرة في ذلك الوقت و إعتكافه في منطقة العمارة مراقباً عن بعد ما يجري من شؤون الحمولة وصراعات مراكز القوى فيها و محاولته للتفرغ للبحث العلمي في هذا المجال الذي جعله في المراحل المتأخرة من حياته قبل إستشهاده في عام 2006 على أيدي الزمر التكفيرية الطائفية في بعقوبة يميل وبثقة الى النسب العلوي للحمولة بعد إتصاله بأصول الحمولة بالفرات الاوسط وإقتناعه بكافة البراهين التي طرحت عليه , هذا وتعد مآساة إستشهاد عقيل واحدة من الاحداث المؤثرة بتأريخ آل بوحية نظراً لمكانته العلمية وقدراته في الإقناع و البحث العلمي وجلب الأدلة بالكثير من المواضيع التي كان يطرحها و حتى السياسية منها فقد كان ذو توجه عروبي إسلامي مستنير وقد ساهم بمواجهة الديكتاتورية السابقة التي لم يحلو لها ولحلفائها الجدد الإبقاء على حياته وقد كان بإمكانه إن شاء الله ان يمد بعمره ان يثري واقعنا الحالي المصاب بالجدب والتفكك .