الرئيسية
عشائر بني مالك
إن هذه العشائر عربية الأصل ولها تأريخ طويل مملوء بالمآثر والمواقف البطولية لا سيما في ثورة العشرين الخالدة ضد الاحتلال البريطاني ، فكان لهذه العشائر الدور المهم والبارز في نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال.
وقد عرفت عشائر بني مالك بتضحياتها وبسالة أبنائها، من العشائر المعروفة في مناطق الفرات الأوسط والمنطقة الجنوبية وبغداد، وعند مراجعتنا للمصادر التاريخية وجدنا أن أكثر هذه المصادر تشير الى أن عشائر بني مالك يرجع نسبهم الى مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء من الأزد القحطانية .
وروى الخرائطي إن لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو الوفاة أجتمع عليه قومه فقالوا : قد حضر من أمر الله ما ترى وقد كنا نأمرك في شبابك أن تتزوج فتاة وهذا أخوك الخزرج له خمس بنين وليس لك ولد غير (مالك) ، فقال: لن يهلكه هالك ترك مثل مالك الذي يخرج النار من الرينة قادر أن يجعل لمالك نسلاً ورجالاً بسلاً، ، ثم أقبل على مالك فقال : أي بني المنية ولا الدنية ، ثم أنشأ يقول:
شهدت السبايا يوم آل محــــرق
وأدرك عمري حجة الله في الحجر
فلم أر ذا ملك من الناس واحــداً
ولا شوقه إلا الى الموت والقــــبر
فعلى الذي أردى ثموداً وجرهماً
سيعقب لي نسلاً على آخر الدهــر
فقربهم من آل عمرو بن عامر
عيون لدى الداعي الى طلب الوتر
فإن تكن الأيام أبلين جـــــدتي
وشيّبن رأسي والمشيب مع العمر
وولد أوس بن حارثة مالك بن الأوس ، فمن مالك تفرقت قبائل الأوس كلها وبطونها ، فمنها عمرو بن عوف ، أهل قبا، ومنهم جحجبا بن كلفة ، رهط أحيحة بن الجلاح زوج سلمى قبل هاشم، ومنهم الجعادرة ، يقال لهم أوس الله ، ومنهم اليست وجردس وبنو عبد الأشهل وبنو الحبلى رهط عبد الله بن سليم ومنهم جفنة بن عمرو وآل القعقاع وآل محرق، وأسم عرف بالشام الحارث بن عمرو وإنه سمي محرقاً لأنه كان يعاقب بالنار ، وفيهم يقول حسان بن ثابت:
أولاد جفنة حول قبر أبــيهـــــم
قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقونه من ورد الرحيق عليهم
بردً يصفق بالرحيق السلســل
يأتون منهم ما تهر كلابهـــــم
لا يسألون عن السواد المقـبل
بيض الوجوه كريمة أخلاقهـم
شم الأنوف من الطــراز الأول
ومن مالك بن الأوس بني عامر بن عمرو بن مالك بن الأوس كانوا كلهم بعمان ولم يكن منهم بالمدينة أحد فليسوا من الأنصار.
ومن العشائر التي تنسب الى مالك بن الأوس هم بني زريج أو زريق والتي تنتشر منازلهم في الرميثة وفي الجزيرة من العوجة وفي الأراضي التي يطلق عليها أراضي الهدام أي ناحيتي النجعي والوركاء، ويرأس هذه العشائر المتعددة الشيخ خوام آل عبد العباس.
وقال القزويني إن بني زريق قبيلة من الأنصار كما تأكد لنا ذلك في نسب معد واليمن الكبير ص416 بأن زريق هو بن عبد حارثة بن مالك .
وكما جاء في الاشتقاق لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد ص461 إن بني زريق هم بطن من الأنصار ومنهم أبو جبيلة الملك الغساني الذي جاء به مالك بن العجلان فقتل اليهود بالمدينة ، ومنهم سلمة صخر أحد البكائين، ومنهم زيد بن الدثنة قتلته قريش مع خبيب بن عدي ، ومنهم رافع بن مالك العجلان وهو أول من أسلم من الأنصار ، ومنهم مرداس بن مردان شهد يوم الحديبية وبايع تحت الشجرة ، وكان أمين النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على بسهمان خيبر.
ومنهم ساردة بطن مأخوذ من السرد والسرد هو ضم الشيء بعضه الى بعض ، ومن ساردة هو سلمة بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن الخزرج ومنهم عبد الله بن حرام السلمي وابنه جابر بن عبد الله الأنصاري ومنهم أبو قتادة السلمي وكعب بن مالك الأنصاري السلمي، ومنهم آل كاشف الغطاء ، آل راضي، آل حضري.
والحضري جاء من مدينة الحضر وهي مدينة قديمة في الموصل ذكرها الشعراء ومنهم أبو داود الأيادي حيث قال عنها:
وأرى الموت قد تدلى من الحضر
على رب أهـــله الســـــــاطرون
وقال الأعشى:
ألم تر للحضر إذ أهلـــه
بنعمى وهل خالد من نعم
أقام به شاهبور الجنود
حولين يضرب فيـها الندم
والحضري: نسبة الى الحضر ، وهي مدينة بالجزيرة من ديار بكر بناها الساطرون من قبل الحضر بناحية الثرثار.
أي إن بني زريق هم بطن في الجاهلية وانهم يشكلون جزء من حضارة مملكة الحضر القديمة.
ومن عشائر بني مالك في البصرة وقضاء القرنة : الصيامرة ، والعوابد، آل علي، آل بدران، والحيادر، وعشائر السويب ، وعشيرة السعد، والحلاف، وبني منصور المنتشرة في قضاء القرنة ، وعشائر الهارثة من نواحي البصرة حيث مالت هذه العشائر إلى الزراعة والفلاحة ومنهم من نزح إلى المدينة فتكونت منهم أسر معروفة أما في العمارة من بني مالك هم آل أزيرج والسواعد.
وعشيرة آل ابراهيم هم من بني مالك يسكنون في المشخاب وناحية الفيصلية وتنتشر مساكنهم في أم بردية وأم رغلة وأم البط و الأحيمر والطير حيث ورد في كتاب (قائد القوات العلوية مالك الأشتر النخعي) إن هذه العشيرة وعشيرة آل بدران في قضاء الخصيب يرجع نسبهم إلى مالك الأشتر الذي ليس له سلالة ولا عقب، ولكن يقول المؤرخون ومنهم العزاوي لم نعثر على ما يؤيد بدليل نسب هذه العشائر إلى مالك الأشتر إلا إنهم ينسبون إلى بني مالك أي مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، ومنهم بيت كاشف الغطاء وآل شيخ راضي وآل الحضري.
كما أكد ذلك القزويني : بأن عشيرة آل ابراهيم ليس من مالك الأشتر ، وقال الاستاذ سلمان الصفواني أنهم من عبدة من شمّر وهذا غير صحيح بالرغم من انهم ينتسبون الى قبائل الاوس القحطانية ولكن عشائر شمر دخلت العراق قبل فترة قصيرة من الزمن وان بني مالك سكنوا العراق قبل دخول شمر من مئات السنين .
أما عشيرة العوابد إنها من بني مالك أيضاً ولكن دخل فيها عدد كبير من أبناء عشائر حجام واختلطوا بهم وإن هذا الاختلاط ليس بمحض الصدفة ولكن له جذور تأريخية قديمة لأن بني حجام يرجعون إلى أبا هند من بني بياضة من عشائر الأوس القحطانية ، وكان حجاماً للنبي محمد (صلى الله عليه وآله)حيث قال فيه (من سرّهُ أن ينظر إلى من صور الله الايمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند الحجام).
وقال (صلى الله عليه وآله) إنما أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه) ومن المعروف إن بني بياضة هم بطن من الأوس القحطانية وهم أخوة الخزرج لذلك حصل هذا الاختلاط بين هذه العشائر.
أضف إلى ذلك ما ورد في نسب معد واليمن الكبير ص421 بأن زريق الأنصاري الخزرجي هو زريق بن عبد حارثة ولد عامراً فولد عامر بن زريق زريقاً بطن وولد بياضة بطن أيضاً و أمهما معاوية بنت ثعلبة.
وتنتشر أبناء هذه العشيرة في قضاء الشامية بمواطن أم الورد و كويسة وأم البط وناحية الصلاحية ورايتهم مع الحميدات وآل علي راية واحدة حيث أعدهم القزويني من فروع بني مالك وهم :
1- آل رباط ومنهم آل نصار – آل بو علي – آل جديد – آل حسن.
2- الصبغان وفروعهم آل معلى – وآل هلال – وآل شمخي- وآل رحيمة – والحجارية- وكل هذه العشائر آنفة الذكر شيوخهم من حجام.
3- آل علي نخوتهم (زغبة) يسكنون منطقة الخرابة – وأبي خورة في ناحية هور الدخن في قضاء الشامية.
4-الحميدات وهي عشيرة كبيرة في قضاء الشامية نخوتهم (آل صكَر) شيخهم الحاج رايح الحاج عطية آل غضبان الذي كان وزيراً في الحكومة العراقية عام 1952وينتشرون في مقاطعة أبي غربان و الجيسة و الزهيرية و الرغبلة و الكَطعة والوارثية وأم حاوي والجولان وأم البني، وكل هؤلاء يرجعون إلى بني مالك.
كما أشار الشيخ جاسم محمد راضي أمير قبائل الأوس في كتابه درر الألقاب في حفظ الأنساب بأن لقب الخشاب والحميدات وزغبة وبنو زريق وبنو حسن والعوابد تعود إلى قبيلة الأوس القحطانية.
5-بنو حسن وهؤلاء لهم صلة بآل حسن ورئيسهم علوان الحاج سعدون ويتفرع منهم العشائر التالية:
1- الجراح ومنهم آل بو حداري وآل جباس وآل دهيم وآل بو عزيب وكلهم من عبدة من شمّر الأوسية القحطانية من الجعافرة تحديداً.
2- آل بو دحيدح يرأسهم الشيخ عليوي آل عبود نخوتهم (زغبة) ومنهم آل بو ناصر- آل بو ثوجة – المجاتيم – ويسكنون في التاجية وناحية الحيرة (الجعارة) وفي ناحية العباسية ويرجع نسبهم إلى جبور المعاوي، و المعاوي هو بطن من بطون الأوس القحطانية في المدينة المنورة الذين نزحوا إلى العراق وسكنوا الفرات بأعداد كبيرة وغيروا هذه التسمية إلى جبور الواوي خوفاً من بطش بنو العباس.
الاستنتاج:-
ان عشائر المنتفك في العراق فهم خليط أو أتحاد عشائري المتمثل بعشائر بني مالك وهم بني مالك بن الأوس من العرب القحطانية وبني سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس من العرب القحطانية ، عشائر الأجود من عشائر زبيد القحطانية واتحدت معها عشائر قحطانية وعدنانية وعاشت معها واكتسبت أوضاعها ويطلق عليها (عشائر المنتفك).
وإن شيوخ المنتفك ينسبون الى أسرة شبيب وهي ليست من عشائر المنتفك حيث وردوا العراق منذ 150- 200 سنة من الحجاز فأتصلوا بعشائر بني مالك وبني سعيد والأجود حيث كانت المنازعات بين هذه العشائر قائمة على قدم وساق لم يهدئوا فتوزعوا الرئاسة فيما بينهم وكان آل شبيب أغنياء وأهل حرفة ومنزلة وأصبحت الإمارة اليهم.
ونستنتج من ذلك كله ان المنتفك في شمال افريقيا يرجع نسبهم الى المنتفك ( الاسم ) بن عامر بن صعصعة من بني سليم وهم من العرب المستعربة خليط من الديلم والبربر وليسوا منتفك العراق الذي كان يرأسهم سعيد بن معروف الاوسي وليس ال معروف المنتفك الذين سكنوا شمال افريقيا واعدوا من الطبقة الرابعة ....! ولكن منتفك العراق هو اتفاق عشائري بين الاجود وبني مالك وبني سعيد وكلهم قبائل ازدية يمنية من العرب العاربة ويعدون من الطبقة الاولى من العرب عرفهم بن خلدون في كتابه تاريخ بن خلدون م6ص1–60.
اما النسابون الذين نسبوا بني مالك والاجود وبني سعيد الى بني عقيل بن صعصعة واعدهم من الطبقة الرابعة .... ! وهذا لا يجوز هؤلاء عرب عاربة قحطانية ازدية .
فأما منتفك بن صعصعة لم يكن له اولاد باسم سعيد او مالك او الاجود فلماذا لم ينسب النسابون بني مالك الى مالك بن فهم الازدي الذي دخل الحيرة وحكم العراق قبل ملوك لخم بعد نزوحه من اليمن والجزيرة العربية ..
فاليوم ينتشر ابناء بني مالك في مناطق الفرات الاوسط والمنطقة الجنوبية ومن عشائرهم في الفرات الاوسط :
1- عشيرة بني حسن.
2- عشيرة العوابد.
3- عشيرة الحميدات.
4- عشيرة آل علي.
5- عشيرة بني زريج.
6- عشيرة آل ابراهيم.
ومن عشائر بني مالك في المنطقة الجنوبية عشيرة آل بو صالح ويرأسها الشيخ صباح بن فارس بن محسن بن بدر الرميض.
عشيرة آل نصر الله ويرأسها الشيخ محمد سليمان نصر الله.
وعشيرة آل خليوي ويرأسها الشيخ حاتم طاهر جاسم.
وعشيرة آل ابراهيم ويرأسهم الشيخ جواد بهلول الشاوش.
وعشيرة آل مايد ويرأسها الشيخ عباس شنيع راضي.
عشيرة الخصاي ويرأسها الشيخ السيد محسن السيد نعمة السيد يوسف الخصاي.
عشيرة آل حسن ، لقد انقسموا الى مجموعتين هي : بني حسن ومساكنهم ( الهندية والعباسية والحرية) ، وبني حسن مساكنهم مكثفة في كَرمة بني سعيد، ويرأسهم الشيخ عادل ثامر حمودة آل مزيعل شيخ عشائر آل حسن.
عشيرة العليات والرؤساء الأساسيون لعشيرة العليات التي ترجع الى عشيرة آل حفاظ .
عشيرة الجويبر ، وهي عشيرة قائمة بحد ذاتها إلا إن هناك من يعتبرها من فرعيات بني خيكان ، والبعض الآخر يعدها من حجام لمجرد اختلاطها السكني بهم ، مع أنها من عشائر بني مالك في الديوانية ويطلق عليهم الجوابر.
اما عشائر بني مالك في محافظة ميسان فهي:
1- عشيرة بيت ساري ، ويرأسها الشيخ سلام محسن العرمش.
2- عشيرة كاووش ، ويرأسهم الشيخ محسن مهدي عسكر.
3- عشيرة الطريفات.
ويرأس قبيلة بني مالك في محافظة الديوانية الشيخ هاشم مهاوي ريشان...
· عشيرة آل ساري:-
وهي من عشائر بني مالك التي تقطن قضاء القرنة شرق وغرب نهر دجلة، ويكون مركز العشائر قرب العلوة، حيث كانت هذه القرية مسقط رأس أجداد آل ساري، حيث كانت المنطقة عائدة الى بيت كاوش... وعندما قتل الشيخ سعدون بن تفاك من قبل بيت كاوش كان آل ساري في محافظة ميسان هاجم آل ساري عشيرة آل كاوش وحدثت معركة كبيرة حيث استولى بها آل ساري على آل كاوش وطردوهم من ديارهم واستولوا على كافة القرى في المنطقة، وكانت المعركة بقيادة الشيخ عواجه بن الشيخ سعدون وابن أخيه الشيخ وادي بن الشيخ ساري بن سعدون...وتولى المشيخة ياسين بن ساري وبعد وفاته ترأس المشيخة الشيخ درمان بن ياسين حيث قال الشاعر (درمان أولها وتاليها) وهو معروف لدى القبائل والعشائر في المنطقة، أما الشيخ الحالي قاسم مجوت ياسين هو ابن أخ الشيخ درمان الذي يرأس عشيرة آل ساري في محافظة البصرة...
المصادر:-
1- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي /ص421.
2- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي.
3- معجم قبائل العرب / عمر رضا كحالة.
4- وفاء الوفاء / ج1 / ص204/ للسمهودي.
5- البدء والتأريخ / ج2/ص38/ أبي زيد البلخي.
6- درر الألقاب في حفظ الأنساب/ الشيخ جاسم محمد راضي.
7- عشائر العراق للعزاوي/ ج4/ ص133.
8- القبائل العربية وأسمائها / للقزويني.
9- اللباب في تهذيب الأنساب / ص252.
10- نهاية الأرب / للقلقشندي.
11- تاريخ ابن خلدون / للعلامة ابن خلدون/ ج6.
وله
منقول من http://www.3yoonalbasrah.net/forums/showthread.php?p=601893
إن هذه العشائر عربية الأصل ولها تأريخ طويل مملوء بالمآثر والمواقف البطولية لا سيما في ثورة العشرين الخالدة ضد الاحتلال البريطاني ، فكان لهذه العشائر الدور المهم والبارز في نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال.
وقد عرفت عشائر بني مالك بتضحياتها وبسالة أبنائها، من العشائر المعروفة في مناطق الفرات الأوسط والمنطقة الجنوبية وبغداد، وعند مراجعتنا للمصادر التاريخية وجدنا أن أكثر هذه المصادر تشير الى أن عشائر بني مالك يرجع نسبهم الى مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء من الأزد القحطانية .
وروى الخرائطي إن لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو الوفاة أجتمع عليه قومه فقالوا : قد حضر من أمر الله ما ترى وقد كنا نأمرك في شبابك أن تتزوج فتاة وهذا أخوك الخزرج له خمس بنين وليس لك ولد غير (مالك) ، فقال: لن يهلكه هالك ترك مثل مالك الذي يخرج النار من الرينة قادر أن يجعل لمالك نسلاً ورجالاً بسلاً، ، ثم أقبل على مالك فقال : أي بني المنية ولا الدنية ، ثم أنشأ يقول:
شهدت السبايا يوم آل محــــرق
وأدرك عمري حجة الله في الحجر
فلم أر ذا ملك من الناس واحــداً
ولا شوقه إلا الى الموت والقــــبر
فعلى الذي أردى ثموداً وجرهماً
سيعقب لي نسلاً على آخر الدهــر
فقربهم من آل عمرو بن عامر
عيون لدى الداعي الى طلب الوتر
فإن تكن الأيام أبلين جـــــدتي
وشيّبن رأسي والمشيب مع العمر
وولد أوس بن حارثة مالك بن الأوس ، فمن مالك تفرقت قبائل الأوس كلها وبطونها ، فمنها عمرو بن عوف ، أهل قبا، ومنهم جحجبا بن كلفة ، رهط أحيحة بن الجلاح زوج سلمى قبل هاشم، ومنهم الجعادرة ، يقال لهم أوس الله ، ومنهم اليست وجردس وبنو عبد الأشهل وبنو الحبلى رهط عبد الله بن سليم ومنهم جفنة بن عمرو وآل القعقاع وآل محرق، وأسم عرف بالشام الحارث بن عمرو وإنه سمي محرقاً لأنه كان يعاقب بالنار ، وفيهم يقول حسان بن ثابت:
أولاد جفنة حول قبر أبــيهـــــم
قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقونه من ورد الرحيق عليهم
بردً يصفق بالرحيق السلســل
يأتون منهم ما تهر كلابهـــــم
لا يسألون عن السواد المقـبل
بيض الوجوه كريمة أخلاقهـم
شم الأنوف من الطــراز الأول
ومن مالك بن الأوس بني عامر بن عمرو بن مالك بن الأوس كانوا كلهم بعمان ولم يكن منهم بالمدينة أحد فليسوا من الأنصار.
ومن العشائر التي تنسب الى مالك بن الأوس هم بني زريج أو زريق والتي تنتشر منازلهم في الرميثة وفي الجزيرة من العوجة وفي الأراضي التي يطلق عليها أراضي الهدام أي ناحيتي النجعي والوركاء، ويرأس هذه العشائر المتعددة الشيخ خوام آل عبد العباس.
وقال القزويني إن بني زريق قبيلة من الأنصار كما تأكد لنا ذلك في نسب معد واليمن الكبير ص416 بأن زريق هو بن عبد حارثة بن مالك .
وكما جاء في الاشتقاق لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد ص461 إن بني زريق هم بطن من الأنصار ومنهم أبو جبيلة الملك الغساني الذي جاء به مالك بن العجلان فقتل اليهود بالمدينة ، ومنهم سلمة صخر أحد البكائين، ومنهم زيد بن الدثنة قتلته قريش مع خبيب بن عدي ، ومنهم رافع بن مالك العجلان وهو أول من أسلم من الأنصار ، ومنهم مرداس بن مردان شهد يوم الحديبية وبايع تحت الشجرة ، وكان أمين النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على بسهمان خيبر.
ومنهم ساردة بطن مأخوذ من السرد والسرد هو ضم الشيء بعضه الى بعض ، ومن ساردة هو سلمة بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن الخزرج ومنهم عبد الله بن حرام السلمي وابنه جابر بن عبد الله الأنصاري ومنهم أبو قتادة السلمي وكعب بن مالك الأنصاري السلمي، ومنهم آل كاشف الغطاء ، آل راضي، آل حضري.
والحضري جاء من مدينة الحضر وهي مدينة قديمة في الموصل ذكرها الشعراء ومنهم أبو داود الأيادي حيث قال عنها:
وأرى الموت قد تدلى من الحضر
على رب أهـــله الســـــــاطرون
وقال الأعشى:
ألم تر للحضر إذ أهلـــه
بنعمى وهل خالد من نعم
أقام به شاهبور الجنود
حولين يضرب فيـها الندم
والحضري: نسبة الى الحضر ، وهي مدينة بالجزيرة من ديار بكر بناها الساطرون من قبل الحضر بناحية الثرثار.
أي إن بني زريق هم بطن في الجاهلية وانهم يشكلون جزء من حضارة مملكة الحضر القديمة.
ومن عشائر بني مالك في البصرة وقضاء القرنة : الصيامرة ، والعوابد، آل علي، آل بدران، والحيادر، وعشائر السويب ، وعشيرة السعد، والحلاف، وبني منصور المنتشرة في قضاء القرنة ، وعشائر الهارثة من نواحي البصرة حيث مالت هذه العشائر إلى الزراعة والفلاحة ومنهم من نزح إلى المدينة فتكونت منهم أسر معروفة أما في العمارة من بني مالك هم آل أزيرج والسواعد.
وعشيرة آل ابراهيم هم من بني مالك يسكنون في المشخاب وناحية الفيصلية وتنتشر مساكنهم في أم بردية وأم رغلة وأم البط و الأحيمر والطير حيث ورد في كتاب (قائد القوات العلوية مالك الأشتر النخعي) إن هذه العشيرة وعشيرة آل بدران في قضاء الخصيب يرجع نسبهم إلى مالك الأشتر الذي ليس له سلالة ولا عقب، ولكن يقول المؤرخون ومنهم العزاوي لم نعثر على ما يؤيد بدليل نسب هذه العشائر إلى مالك الأشتر إلا إنهم ينسبون إلى بني مالك أي مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، ومنهم بيت كاشف الغطاء وآل شيخ راضي وآل الحضري.
كما أكد ذلك القزويني : بأن عشيرة آل ابراهيم ليس من مالك الأشتر ، وقال الاستاذ سلمان الصفواني أنهم من عبدة من شمّر وهذا غير صحيح بالرغم من انهم ينتسبون الى قبائل الاوس القحطانية ولكن عشائر شمر دخلت العراق قبل فترة قصيرة من الزمن وان بني مالك سكنوا العراق قبل دخول شمر من مئات السنين .
أما عشيرة العوابد إنها من بني مالك أيضاً ولكن دخل فيها عدد كبير من أبناء عشائر حجام واختلطوا بهم وإن هذا الاختلاط ليس بمحض الصدفة ولكن له جذور تأريخية قديمة لأن بني حجام يرجعون إلى أبا هند من بني بياضة من عشائر الأوس القحطانية ، وكان حجاماً للنبي محمد (صلى الله عليه وآله)حيث قال فيه (من سرّهُ أن ينظر إلى من صور الله الايمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند الحجام).
وقال (صلى الله عليه وآله) إنما أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه) ومن المعروف إن بني بياضة هم بطن من الأوس القحطانية وهم أخوة الخزرج لذلك حصل هذا الاختلاط بين هذه العشائر.
أضف إلى ذلك ما ورد في نسب معد واليمن الكبير ص421 بأن زريق الأنصاري الخزرجي هو زريق بن عبد حارثة ولد عامراً فولد عامر بن زريق زريقاً بطن وولد بياضة بطن أيضاً و أمهما معاوية بنت ثعلبة.
وتنتشر أبناء هذه العشيرة في قضاء الشامية بمواطن أم الورد و كويسة وأم البط وناحية الصلاحية ورايتهم مع الحميدات وآل علي راية واحدة حيث أعدهم القزويني من فروع بني مالك وهم :
1- آل رباط ومنهم آل نصار – آل بو علي – آل جديد – آل حسن.
2- الصبغان وفروعهم آل معلى – وآل هلال – وآل شمخي- وآل رحيمة – والحجارية- وكل هذه العشائر آنفة الذكر شيوخهم من حجام.
3- آل علي نخوتهم (زغبة) يسكنون منطقة الخرابة – وأبي خورة في ناحية هور الدخن في قضاء الشامية.
4-الحميدات وهي عشيرة كبيرة في قضاء الشامية نخوتهم (آل صكَر) شيخهم الحاج رايح الحاج عطية آل غضبان الذي كان وزيراً في الحكومة العراقية عام 1952وينتشرون في مقاطعة أبي غربان و الجيسة و الزهيرية و الرغبلة و الكَطعة والوارثية وأم حاوي والجولان وأم البني، وكل هؤلاء يرجعون إلى بني مالك.
كما أشار الشيخ جاسم محمد راضي أمير قبائل الأوس في كتابه درر الألقاب في حفظ الأنساب بأن لقب الخشاب والحميدات وزغبة وبنو زريق وبنو حسن والعوابد تعود إلى قبيلة الأوس القحطانية.
5-بنو حسن وهؤلاء لهم صلة بآل حسن ورئيسهم علوان الحاج سعدون ويتفرع منهم العشائر التالية:
1- الجراح ومنهم آل بو حداري وآل جباس وآل دهيم وآل بو عزيب وكلهم من عبدة من شمّر الأوسية القحطانية من الجعافرة تحديداً.
2- آل بو دحيدح يرأسهم الشيخ عليوي آل عبود نخوتهم (زغبة) ومنهم آل بو ناصر- آل بو ثوجة – المجاتيم – ويسكنون في التاجية وناحية الحيرة (الجعارة) وفي ناحية العباسية ويرجع نسبهم إلى جبور المعاوي، و المعاوي هو بطن من بطون الأوس القحطانية في المدينة المنورة الذين نزحوا إلى العراق وسكنوا الفرات بأعداد كبيرة وغيروا هذه التسمية إلى جبور الواوي خوفاً من بطش بنو العباس.
الاستنتاج:-
ان عشائر المنتفك في العراق فهم خليط أو أتحاد عشائري المتمثل بعشائر بني مالك وهم بني مالك بن الأوس من العرب القحطانية وبني سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس من العرب القحطانية ، عشائر الأجود من عشائر زبيد القحطانية واتحدت معها عشائر قحطانية وعدنانية وعاشت معها واكتسبت أوضاعها ويطلق عليها (عشائر المنتفك).
وإن شيوخ المنتفك ينسبون الى أسرة شبيب وهي ليست من عشائر المنتفك حيث وردوا العراق منذ 150- 200 سنة من الحجاز فأتصلوا بعشائر بني مالك وبني سعيد والأجود حيث كانت المنازعات بين هذه العشائر قائمة على قدم وساق لم يهدئوا فتوزعوا الرئاسة فيما بينهم وكان آل شبيب أغنياء وأهل حرفة ومنزلة وأصبحت الإمارة اليهم.
ونستنتج من ذلك كله ان المنتفك في شمال افريقيا يرجع نسبهم الى المنتفك ( الاسم ) بن عامر بن صعصعة من بني سليم وهم من العرب المستعربة خليط من الديلم والبربر وليسوا منتفك العراق الذي كان يرأسهم سعيد بن معروف الاوسي وليس ال معروف المنتفك الذين سكنوا شمال افريقيا واعدوا من الطبقة الرابعة ....! ولكن منتفك العراق هو اتفاق عشائري بين الاجود وبني مالك وبني سعيد وكلهم قبائل ازدية يمنية من العرب العاربة ويعدون من الطبقة الاولى من العرب عرفهم بن خلدون في كتابه تاريخ بن خلدون م6ص1–60.
اما النسابون الذين نسبوا بني مالك والاجود وبني سعيد الى بني عقيل بن صعصعة واعدهم من الطبقة الرابعة .... ! وهذا لا يجوز هؤلاء عرب عاربة قحطانية ازدية .
فأما منتفك بن صعصعة لم يكن له اولاد باسم سعيد او مالك او الاجود فلماذا لم ينسب النسابون بني مالك الى مالك بن فهم الازدي الذي دخل الحيرة وحكم العراق قبل ملوك لخم بعد نزوحه من اليمن والجزيرة العربية ..
فاليوم ينتشر ابناء بني مالك في مناطق الفرات الاوسط والمنطقة الجنوبية ومن عشائرهم في الفرات الاوسط :
1- عشيرة بني حسن.
2- عشيرة العوابد.
3- عشيرة الحميدات.
4- عشيرة آل علي.
5- عشيرة بني زريج.
6- عشيرة آل ابراهيم.
ومن عشائر بني مالك في المنطقة الجنوبية عشيرة آل بو صالح ويرأسها الشيخ صباح بن فارس بن محسن بن بدر الرميض.
عشيرة آل نصر الله ويرأسها الشيخ محمد سليمان نصر الله.
وعشيرة آل خليوي ويرأسها الشيخ حاتم طاهر جاسم.
وعشيرة آل ابراهيم ويرأسهم الشيخ جواد بهلول الشاوش.
وعشيرة آل مايد ويرأسها الشيخ عباس شنيع راضي.
عشيرة الخصاي ويرأسها الشيخ السيد محسن السيد نعمة السيد يوسف الخصاي.
عشيرة آل حسن ، لقد انقسموا الى مجموعتين هي : بني حسن ومساكنهم ( الهندية والعباسية والحرية) ، وبني حسن مساكنهم مكثفة في كَرمة بني سعيد، ويرأسهم الشيخ عادل ثامر حمودة آل مزيعل شيخ عشائر آل حسن.
عشيرة العليات والرؤساء الأساسيون لعشيرة العليات التي ترجع الى عشيرة آل حفاظ .
عشيرة الجويبر ، وهي عشيرة قائمة بحد ذاتها إلا إن هناك من يعتبرها من فرعيات بني خيكان ، والبعض الآخر يعدها من حجام لمجرد اختلاطها السكني بهم ، مع أنها من عشائر بني مالك في الديوانية ويطلق عليهم الجوابر.
اما عشائر بني مالك في محافظة ميسان فهي:
1- عشيرة بيت ساري ، ويرأسها الشيخ سلام محسن العرمش.
2- عشيرة كاووش ، ويرأسهم الشيخ محسن مهدي عسكر.
3- عشيرة الطريفات.
ويرأس قبيلة بني مالك في محافظة الديوانية الشيخ هاشم مهاوي ريشان...
· عشيرة آل ساري:-
وهي من عشائر بني مالك التي تقطن قضاء القرنة شرق وغرب نهر دجلة، ويكون مركز العشائر قرب العلوة، حيث كانت هذه القرية مسقط رأس أجداد آل ساري، حيث كانت المنطقة عائدة الى بيت كاوش... وعندما قتل الشيخ سعدون بن تفاك من قبل بيت كاوش كان آل ساري في محافظة ميسان هاجم آل ساري عشيرة آل كاوش وحدثت معركة كبيرة حيث استولى بها آل ساري على آل كاوش وطردوهم من ديارهم واستولوا على كافة القرى في المنطقة، وكانت المعركة بقيادة الشيخ عواجه بن الشيخ سعدون وابن أخيه الشيخ وادي بن الشيخ ساري بن سعدون...وتولى المشيخة ياسين بن ساري وبعد وفاته ترأس المشيخة الشيخ درمان بن ياسين حيث قال الشاعر (درمان أولها وتاليها) وهو معروف لدى القبائل والعشائر في المنطقة، أما الشيخ الحالي قاسم مجوت ياسين هو ابن أخ الشيخ درمان الذي يرأس عشيرة آل ساري في محافظة البصرة...
المصادر:-
1- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي /ص421.
2- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي.
3- معجم قبائل العرب / عمر رضا كحالة.
4- وفاء الوفاء / ج1 / ص204/ للسمهودي.
5- البدء والتأريخ / ج2/ص38/ أبي زيد البلخي.
6- درر الألقاب في حفظ الأنساب/ الشيخ جاسم محمد راضي.
7- عشائر العراق للعزاوي/ ج4/ ص133.
8- القبائل العربية وأسمائها / للقزويني.
9- اللباب في تهذيب الأنساب / ص252.
10- نهاية الأرب / للقلقشندي.
11- تاريخ ابن خلدون / للعلامة ابن خلدون/ ج6.
وله
منقول من http://www.3yoonalbasrah.net/forums/showthread.php?p=601893
