أخلاق إسلامية
جيء بأسرى فارس بعد فتحها من قبل المسلمين إلى مدينة الرسول (ص)، وبعد أن قام الخليفة
باستعراضهم، أمر بأن يوزّعوا على أفراد الجيش الظّافر، كما جرت العادة أيّام الفتح الإسلاميّ. وكانت لأوامر الخليفة آثار مختلفة على الفريقين؛ ففي حين غمر الفرح وجوه المهاجرين والأنصار، اكتست وجوه الأسرى بالحزن والأسى.
وقفت بنات «يزدجرد» وأحفاده يرقبون في ذلٍّ وانكسار عمليّة التّوزيع، وهم يتساءلون عمّا يخبّئه لهم المستقبل المجهول، ويذكرون بأسى الآمال العريضة التي كانت إلى حين قريب تملأ قلوبهم وجوانحهم. كانوا ينعمون بأسباب العزّ والجاه، والحياة الرّغيدة. وهم الآن يتساءلون عمّا أوصلهم إلى ما هم فيه، ومن هو المسؤول عن هذا الهوان، هل يلومون قادة جيوشهم، أم يوجّهون اللّوم إلى آبائهم؟ هل يا ترى لو أنّ كبير الفرس «خسرو برويز» لم يمزّق كتاب رسول الله؛ يوم كتب إليه يدعوه إلى الإسلام؛ لتغيّرت النتائج ؟ لكنّ تساؤلاتهم بقيت دون جواب، فهم لا يدرون أنّ .
لم يمرّ وقت طويل على وقوف الأسرى أمام
الخليفة، حين تقدّم منه شابّ وبادره بالقول: لقد سمعت رسول الله (ص) يوصي باحترام كبار القوم وأشرافهم؛ ومراعاة قدرهم وكرامتهم؛ وإنّ هؤلاء الأسرى ذوو حسب رفيع، ولا يحسن بنا كمسلمين أن ندعهم في الأسر، وأنا أعلن عتق نصيبي منهم لوجه الله ورسوله.
لم يكن هذا الشابّ غير عليّ بن أبي طالب(ع)، وكان لمبادرته هذه وقع حسن لدى الجميع، فلم يلبث المهاجرون والأنصار من الحضور أن حذوا حذوه، وفعلوا فعله.
عليك الصلاة والسلام يا رسول الله، فهذا درس من دروس لا تحصى علّمته لأمّتك في حسن الخلق، حين أكرمت ابن حاتم الطائيّ رغم إشراكه، لأنّه ابن رجل كريم جواد، هو حاتم الطائيّ، الشاعر الجاهليّ المعروف بسخائه وكرمه. وهذا وصيّك الأمين، يبيّن للناس بعدك سيرتك الشريفة.
لقد تركت مبادرة عليّ عليه السلام أثراً طيّباً في نفوس الأسرى الإيرانيّين، فشعروا بالأمان والرّاحة بعد القلق، ولم يعد المستقبل مجهولاً لديهم بعد الآن،
فهم في كنف وحماية الإسلام، بتعاليمه الطيّبة السّمحة، التي لا تفرّق بين عربيّ وأعجميّ، أو بين أبيض وأسود، فالكلّ في الإسلام سواء؛ وهم في كنف وحماية أميرالمؤمنين. وخير المسلمين بعد رسول الله. وأحسّوا بعد الاطمئنان إليه بمحبّته تعمر قلوبهم.
جيء بأسرى فارس بعد فتحها من قبل المسلمين إلى مدينة الرسول (ص)، وبعد أن قام الخليفة
باستعراضهم، أمر بأن يوزّعوا على أفراد الجيش الظّافر، كما جرت العادة أيّام الفتح الإسلاميّ. وكانت لأوامر الخليفة آثار مختلفة على الفريقين؛ ففي حين غمر الفرح وجوه المهاجرين والأنصار، اكتست وجوه الأسرى بالحزن والأسى.
وقفت بنات «يزدجرد» وأحفاده يرقبون في ذلٍّ وانكسار عمليّة التّوزيع، وهم يتساءلون عمّا يخبّئه لهم المستقبل المجهول، ويذكرون بأسى الآمال العريضة التي كانت إلى حين قريب تملأ قلوبهم وجوانحهم. كانوا ينعمون بأسباب العزّ والجاه، والحياة الرّغيدة. وهم الآن يتساءلون عمّا أوصلهم إلى ما هم فيه، ومن هو المسؤول عن هذا الهوان، هل يلومون قادة جيوشهم، أم يوجّهون اللّوم إلى آبائهم؟ هل يا ترى لو أنّ كبير الفرس «خسرو برويز» لم يمزّق كتاب رسول الله؛ يوم كتب إليه يدعوه إلى الإسلام؛ لتغيّرت النتائج ؟ لكنّ تساؤلاتهم بقيت دون جواب، فهم لا يدرون أنّ .
لم يمرّ وقت طويل على وقوف الأسرى أمام
الخليفة، حين تقدّم منه شابّ وبادره بالقول: لقد سمعت رسول الله (ص) يوصي باحترام كبار القوم وأشرافهم؛ ومراعاة قدرهم وكرامتهم؛ وإنّ هؤلاء الأسرى ذوو حسب رفيع، ولا يحسن بنا كمسلمين أن ندعهم في الأسر، وأنا أعلن عتق نصيبي منهم لوجه الله ورسوله.
لم يكن هذا الشابّ غير عليّ بن أبي طالب(ع)، وكان لمبادرته هذه وقع حسن لدى الجميع، فلم يلبث المهاجرون والأنصار من الحضور أن حذوا حذوه، وفعلوا فعله.
عليك الصلاة والسلام يا رسول الله، فهذا درس من دروس لا تحصى علّمته لأمّتك في حسن الخلق، حين أكرمت ابن حاتم الطائيّ رغم إشراكه، لأنّه ابن رجل كريم جواد، هو حاتم الطائيّ، الشاعر الجاهليّ المعروف بسخائه وكرمه. وهذا وصيّك الأمين، يبيّن للناس بعدك سيرتك الشريفة.
لقد تركت مبادرة عليّ عليه السلام أثراً طيّباً في نفوس الأسرى الإيرانيّين، فشعروا بالأمان والرّاحة بعد القلق، ولم يعد المستقبل مجهولاً لديهم بعد الآن،
فهم في كنف وحماية الإسلام، بتعاليمه الطيّبة السّمحة، التي لا تفرّق بين عربيّ وأعجميّ، أو بين أبيض وأسود، فالكلّ في الإسلام سواء؛ وهم في كنف وحماية أميرالمؤمنين. وخير المسلمين بعد رسول الله. وأحسّوا بعد الاطمئنان إليه بمحبّته تعمر قلوبهم.